عندما تصبح الناس في الشارع باردة ومتهجمة وغير متعجبة أو متسائلة أو فرحانة أو غضبانة أو مندهشة..عندما يبدوا وكأنهم خلاص..قد حسموا جميع خلافاتهم مع الحياة.. وانتهوا من فهم جميع الأشياء من حولهم.. وتوقفوا عن الأسئلة التي ينبغي ألا تتقطع أو تتوقف أبداً طالما استمرت الحياة.. عندما يبدون وكأنهم قد أغلقوا ملف أحلامهم بشكل نهائي وقاطع.. بصرف النظر عن تحقيقهم لها من عدمه.. عندها يصبح من المهم جداً الاستماع إلى.. وجية عزيز
يؤكد بمنتهى الهدوء والحكمة والمزيكا والغنا
من حقنا نحلم.. ولو كدة كدة.. ونشوف الدنيا حلوة.. مع انها مش كدة
في وسط كل هذا العبث الفني والدربكة الغنائية واللخبطة الانتاجية والنحت الكلباتي اللي شغال الله ينور اليومين دول..بصدر ألبوم "وجيه عزيز" (ناقص حتة).. لنستمتع بالحالة المكتملة من الشعر والمزيكا والغناء...والحقيقة
الشعر عيرة..والكحل عيرة..والورد فوق الخد..ولحد الضفيرة عيرة..الصبر عيرة..والضحكة عيرة.. والفرح والأحزان كمان..وحاجات كتيرة..حتى الحنان جوا البيوت..حتى الكلام حتى السكوت
بمثل تلك الكلمات الحقيقية للحقيقي دوماً "علي سلامة" يوجعنا وجيه عزيز بوضعنا وجهاً لوجه أمام الحقيقة المتمثلة في ما آلت إليه احوالنا من كونها أصبحت كلها عيرة.. مش حقيقة.. البنات والولاد والاكل والمواصلات والشوارع والسياسة والانتخابات والاعلام والتعليم.. كله بقى عيرة
وجيه عزيز في البومه الجديد يغني عن تخبطنا في الحياة.. وعن صراعاتنا الدرامية المتواصلة معها.. وعن الحاجة اللي بنظبطها من هنا فتضرب حاجة تانية من هناك.. عن السعة اللي بنعيشها مبسوطين وعن الساعات اللي بنعيشها حزانى مقابل هذه الساعة من الانبساط.."وحاجات تسيبني.. لحاجات تاخدني.. لحاجات تخبـّـط في كل حتة"
مجموعة أغاني وجيه عزيز الجديدة سوف تفتح المجال أمامك على مصراعيه لكي تحزن ولكنه حزن من هذا النوع المبهج.. جزن جميل.. كحزن جلوسك وحيداً على دكة خشبية على كورنيش النيل في ساعة مغارب شتوية ممطرة وفي خلفية دماغك تستمع إلى أغنية مثل تلك
ساعات المطر وساعات..أوقات بييجي ضعيف.. يادوب.. كام نقطة تبل وش الرصيف.. وتنقش ع الإزاز خيالات.. ساعات..وساعات يهز الأرض.. ياخدنا نحضن بعض..نفتح شبابيكنا إزاز وشيش.. تقوليلي ماتخافشي.. اقولك ماتخافيش..ياهل ترى هنموت م البرد.. واللا ابتدينا نعيش..؟؟
دي فقرات كدة من مقالة لخالد كساب –صحفي في جريدة الدستور